❗خاص❗ ❗️sadawilaya❗
كتبها /فتحي الذاري
#علىياالعهدقدس
في العقود الأخيرة، شهدت المجتمعات تحولات جذرية في مجالات الفن والثقافة والصحافة، ولا شك أن هذه التحولات جاءت مصاحبة لظهور ظواهر سلبية تمس بأصالة هذه المجالات وجودتها إن التراجع الفاضح في مستوى الفنون وازدياد الاعتماد على أساليب سطحية تؤكد انحطاطاً ثقافياً غير مسبوق مما يستدعي نقدًا منطقيًا شاملاً فالفن الذي كان يُعتبر مرآة تؤكد ثقافة الشعوب وتراثها يتعرض اليوم لتهديدات جسيمة الأعمال الفنية التي تدعي أنها تلبي احتياجات الجمهور غالبًا ما تُعبر عن تسطيحٍ مقيت للأفكارحيث تفتقر إلى العمق والمعنى. المُقبلون على الفن اليوم يجدون أنفسهم محاطين بإنتاجات تهدف إلى الربح المادي السريع بدلاً من إثراء الروح وتعزيز الروح التنويرية كيف يمكن لنا كأفراد وجماعات أن نتوقع تقديرًا للأعمال الفنية الراقية في ظل انغماسنا في ظاهرة الاستهلاك السريع الذي يغفل الحس الجمالي والنقدي؟
ومن هنا لا يمكن إغفال الحاجة إلى لفت الأنظار في عالم نهم للأخبار والشهرة، لكن الاعتماد المتزايد على الجنس وبيع الجسد كوسيلة لتحقيق النجاح والشهرة هو أمر يستحق التنديد إن استخدام الجسد بهذه الصورة لا يُظهر فقط غياب القيم الفنية بل أيضًا يؤكد تحول المجتمع نحو تفضيل السطحية على العمق كيف يمكن للفنانين والشخصيات العامة أن يقدموا إسهامات حقيقية للمجتمع في حين أنهم يُركزون جهودهم على تحقيق نجاح مبني على الإثارة والإغراء تاركين وراءهم القيم الحقيقية للأصالة والابتكار؟
تأتي الفانشستات وبنات الليل كنماذج يجسدها المجتمع الحديث حيث تُفضل الشعبية المبنية على المظهر الخارجي بدلاً من المواهب الحقيقية هذه التوجهات تؤكد على انحياز المجتمع نحو معايير جمال تافهة مما يسهم في خلق جيل لديه فهم مشوّه لما يشكل النجاح. كيف نُقنع الشباب بقيمة التحصيل العلمي والموهبة الحقيقية في ظل هذا المناخ من التفضيل للمظاهر الاستهلاكية؟
الصحافة، التي كان يُعتبر دورها مرآةً للمجتمع ورقيبًا على الحكومات وجدت نفسها في مواجهة معضلة حقيقية. الصحافة الصفراء، التي تركز على الإثارة والفضائح، تثير قلق المجتمع من فقدان المصداقية الأخبار الكاذبة والشائعات تؤدي إلى تضليل الجمهور، مما يهدد بتشويه الحقيقةماذا جرى للجمع بين دقة الصحافة النبيلة والتحديات الاقتصادية التي تواجهها اليوم؟ لماذا لا تتوحد الجهود لتقديم محتوى يُشجع على فضول فكري حقيقي بدلاً من الاستسلام لطوفان المعلومة المزيفة؟
التغيرات التي نشهدها في مجالات الفن والصحافة تؤكد تحولًا عميقًا في قيم المجتمع. يتطلب الحفاظ على الفن الأصيل والصحافة النبيلة جهودًا متضافرة من الفنانين والصحافيين والجمهور. يجب أن نتوقف لحظة ونسأل أنفسنا كيف يمكننا معاً تغيير الاتجاهات السلبية التي تسيطر على المشهد الثقافي والإعلامي؟ إن الوقت قد حان لنتبنى قيمًا أصيلة تؤكد التقدم والازدهار، بدلًا من الانجرار نحو استهلاك سطحي يقودنا إلى مزيد من التدهور الثقافي.